بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم / شريف عبد المجيد
توجهت كما قال الضابط إلى عم محمود ليحرر محضراً بالواقعة. شاهدت ذلك الشاب – المربوطة قدمه بسلسلة تنتهي بقفل حديدي – الذى يجلس القرفصاء كالمعتقلين.
- اديني سيجاره... وضع الشاب يده الخاليه على فمه وهو يقول هذه الكلمة.
أخرجت علبة سجائري وأشعلت سيجارة ثم أعطيتها للشاب.
دخل عم محمود ألقى نظره سريعة على المكان لكنها متفحصة كأنه يبحث عن شىء ما. ألقى الشاب السيجارة بعد ما أخذ منها نفسا عميقا. حدجنى عم محمود بنظره عتاب من نظارته سميكة العدسات.
- خير.... قالها عم محمود بنبره حادة متصلة وكأنه يشتمني ثم أشار لي بأن أجلس.
أخبرته بحادث السرقة. ثم أعطيته البطاقة
- بس البطاقة بتعاتك صادرة من منطقة سكنية ثانية.
- فعلا اصل الشقة دي مقفولة وما برحش فيها كثير.
- وعرفت ازاي أن الشقة اتسرقت.
- الجيران كلموني في التليفون لما حسّوا أني فيه أصوات في الشقة.
أشار عم محمود بيده للعسكري الواقف أمام الباب المفتوح.
- نادي على سعيد... تعالى وقع هنا على المحضر سعيد حيعمل معاك المعاينة
دخل شاب اشار له عم محمود....
- روح مع الاستاذ عشان المعاينة
هز الشاب رأسه وأشار لي بإن ابتعد عند خروجنا قال لي احدهم والنبي اتصلى بالرقم ده من الموبايل بتاعك. عشان أكلم أمى واطمنها... دكه سعيد بقدمه...انت يا بن الوسخة مش لسه فيه واحد متصلك بيها من كام ساعه... تلقى الشاب الضربة دونما صراخ او حتى اصدار ادنى صوت ثم خرجت أنا وسعيد من القسم .
- البيت... بعيد
- شويه... أوقف تاكسي
- لا... مالكش دعوه انا هتصرف
اقتربت منا سيارة ميكروباص .. اشار لها سعيد بيده فتوقفت على الفور.
- نزل الناس دي.
- ياسعيد باشا.. ده أنا لسه مستلم الوردية .
- نزلهم يا بني الوسخة
نظر السائق للركاب وأوقف محرك السيارة التي نزل منها الركاب تباعا وكأنهم معتادين على ماحدث.
ركبنا السيارة سويا وسألني السائق.. على فين.
- الشقة فين يا أستاذ قا لها سعيد وهو يشعل السيجارة
- الطوابق عند محل الجوكر... أول يمين شارع محمد النادي.
- سامع
- ايوه يا باشا
توجه سعيد بحديثه إلىَّ... تتهم حد معين بسرقة الشقة
- بصراحة... لا
- هو ايه إلى اتسرق من الشقة
تلفزيون توشيبا عشرين بوصه تورنيدو والريموت والماكواه وكل الهدوم الي في الدولاب حتى شبشب الحمام
- فضحك سعيد وسائق الميكروباس الذي أردف قائلاً :
- ربنا يعوض عليك
توقف الميكروباص أمام البيت
- استنى هنا يابن الوسخة لحد ما ننزل
- ما تشتمش يا سعيد باشا
- نعم يا روح أمك
تدخلت محاولا الا يتفاقم الوضع بينهما.. معلش كفاية العطلة اللي احنا سببنها له.
- مالكش دعوه انت... قالها لي سعيد بشكل حاد وحاسم
- صعدنا سويا للشقة... ثم فتحت الباب بالمفتاح
- ايه التراب ده كله انت مش قاعد في الشقة ولا أيه
- لأ ما انا قولت الكلام ده للضابط ولعم محمود حتلاقيه في المحضر.
- واضح ان اللي سرق عارف الشقة كويس... لانه ما دخلش من الباب.
- ممكن ... حضرتك فيه أثار أقدام عند باب البلكونه
- يبقى زي ما انا اتوقعت بالضبط
- هوه... حضرتك مش حتأخذ البصمات
- نعم... هوه فيه حد بيأخد بصمات الرجلين.
- لا..... عندك حق
- اكيد كانوا اثنين واحد نط من شباك الحمام والثاني اسثناه في السطح... ممكن يكونوا الجيران.
- لا... ما افتكرش... دول ناس طيبين
- طيبين... طب اديني رقم موبايلك
- اتفضل.... الرقم اهوه وكمان رقم البيت
- احنا هنعمل اللازم وهنبقى نتصل بيك... الاحسن تبيع الشقة ما دام مش قاعد فيها.
- إنشاء الله في أقرب فرصه
ثم دخل البلكونة.... ليرى سائق الميكروباص...
خرج مسرعًا... ابن الوسخه سابنى ومشي قالها بعدما وضع العشرين جنيه التي اخذها منى في جيب بنطلونه الجينز الصغير والذي يقع فوق جيب أخر أكثر اتساعاً
إيه رأيكم هههه