خاب أملي بشدة في الرئيس الأمريكي.. كنت متأكداً عندما انتقدت مجيئه للشرق الأوسط في ذكري النكبة التي يطلقون عليها احتفال تأسيس إسرائيل. أنه سيفجر كارثة في هذه الزيارة وقد كان.
تحدث الرئيس بوش أمام الكنيست الإسرائيلي. ربما لأول مرة.. وخلال الخطاب دعا لبطل الحرب والسلام ارييل شارون بالشفاء منوها إلي أن قلوب الأمريكيين وصلواتهم معه.
تكلم عن الآباء الأمريكيين الأوائل وكيف استلهموا روح صهيون وكلمة الرب عام 1620 مشيراً إلي أنهم في أمريكا آمنوا بظهور أرض الميعاد واطلقوا علي مدنهم أسماء بيت لحم وكنعان الجديدة وهي كلها مستوحاة من التوراة.
خطاب طويل امتد لأربعين دقيقة وقطعه تصفيق وهتاف كما لو كان حفلاً غنائياً ساهراً يحييه مطرب الروك الأول في العالم جورج بوش.
لم أسمع كلمة واحدة عن القضية الفلسطينية التي قالوا إنه جاء للمنطقة ليضع وعده بإقامة الدولة الفلسطينية موضع التنفيذ.. لم يشر من قريب أو بعيد إلي خلافات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين واستمرار الاستيطان في الضفة والقدس..
لم أسمع كلمة واحدة عما قاله لقناة دريم..فقد وقف امام الإسرائيليين مبهوراً بهم فقال لهم إنكم وإن كان تعدادكم سبعة ملايين شخص. لكن مع دعم امريكا لكم بمواجهة الشر والارهاب ستمتلكون 307 ملايين نسمة!وطالما سمع الاسرائيليون ذلك لماذا يهتمون بالفلسطينيين؟
لماذا لايقومون بقتلهم وتصفيتهم عن بكرة أبيهم؟ لماذا لاتصاب إسرائيل بالغرور والخيلاء وهو يقول لهم إنهم ورغم العنف الذي يحيط بهم والمعارك المستمرة منذ 60 عاما مازالوا يواصلون بناء ديموقراطية مزدهرة في قلب الأرض المقدسة؟!
هل هذه هي الديموقراطية التي عايرنا في حديثه "لدريم" انها غير موجودة بمصر؟ هل الديموقراطية التي تعجبه هي الدموية المخضبة بالدماء التي يقتلون فيها العرب ويحاصرونهم ويقطعون عنهم الكهرباء والمياه؟!
ياسيد بوش إذا كنت قد اعتبرت ما أصدرته الأمم المتحدة من قرارات تدين إسرائيل في انتهاكات حقوق الانسان هي شيء مشين. فمن المؤكد انك لن تقبل ابدا مايمس اسرائيل حتي لو كان سلاماً علي غير ماتشتهي أو تريد.
لقد فهمت من كلامك أن إسرائيل ستحتفل بعيدها ال 120 بعد 60 عاماً وساعتها ستكون هناك دولة للفلسطينيين.. هل معني هذا أن علينا الانتظار 60 عاماً أخري؟!
غير أن أهم ما لفت نظري في خطابك أنك لم تكتف بالكوارث التي حاقت بالشرق الأوسط بعد غزو العراق. فها أنت تستعد لضربة جديدة ضد طهران تفجر الإرهاب وتطلق العنف والكراهية لتجتاح الجميع. ثم تقول لإسرائيل إننا معك ضد الإرهاب!
أنت الذي تخلق الإرهاب وتشجعه. ويبدو أنك لا تريد ترك الحكم إلا بعد أن تتحول المنطقة إلي إطلال وخراب ينعق فيها البوم وتحلق حولها الغربان. بعد ضربتك المتوقعة ضد إيران سعيا وراء التصدي للأسلحة النووية الإيرانية.. واعذرنا لقد سمعناك تقول ذلك تماماً قبل غزو العراق. وطالما أنك كررت نفس الكلام فالمنطقة مقبلة علي كارثة جديدة قبل أن تنتهي ولايتك.. وهذه مفاجأتك لنا. وليست الدولة الفلسطينية بأية حال.
الخميس 15 مايو 2008 - 23:20
