ميدو بيكهام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هاى يا زائر ومنورنا بوجودك دايماً
 
الرئيسيةMeDo BeCkHaMدردشة منتدى ميدو بيكهم الكتابيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رجـل المستحيــل الجزء الرابع

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ميدو بيكهام
إدارة الــمــنــتــدى و ( ميديس الحضارة البكهامية )
إدارة الــمــنــتــدى و ( ميديس الحضارة البكهامية )
ميدو بيكهام


ذكر
عدد الرسائل : 6559
العمر : 34
مكان الاقامة : عند بابا
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مفرفش قوى
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

رجـل المستحيــل الجزء الرابع Empty
مُساهمةموضوع: رجـل المستحيــل الجزء الرابع   رجـل المستحيــل الجزء الرابع Icon_minitime1الأربعاء 24 سبتمبر 2008 - 5:44


رجـل المستحيــل
الجزء الرابع: كي. جي. بي

--------------------------------------------------------------------------------


أدهم صبري.. ضابط مخابرات مصري في الخامسة والثلاثين من عمره، يرمز إليه بالرمز ن-1
حرف النون، يعني أنه فئة نادرة، أما الرقم واحد، فيعني أنه الأوَّل من نوعه؛ هذا لأن أدهم صبري رجل من نوع خاص.. فهو يجيد استخدام جميع أنواع الأسلحة، من المسدس إلى قاذفة القنابل.. وكل فنون القتال، من المصارعة وحتى التايكوندو
هذا بالإضافة إلى إجادته التامة لست لغات حيَّة، وبراعته الفائقة في استخدام أدوات التنكُّر والمكياج، وقيادة السيارات والطائرات، وحتى الغواصات، إلى جانب مهارات أخرى متعدِّدة
لقد أجمع الكل على أنه من المستحيل أن يجيد رجل واحد، في سن أدهم صبري، كل هذه المهارات.. ولكن أدهم صبري حقَّق هذا المستحيل، واستحق عن جدارة ذلك اللقب، الذي أطلقته عليه إدارة المخابرات العامة
لقب رجل المستحيل..
*******
حمل السفير المصري حقيبته في حزم، وهو يتجه خارج مبنى السفارة، فاستوقفه صبري في حزم متوتر، وهو يقول: إلى أين؟
أجابه السفير في عصبية: إلى الكي. جي. بي.. سأخبرهم بأن أدهم من رعايانا، وأنك والده، و
قاطعه صبري في صرامة: معذرة يا سيادة السفير، ولكنني أرفض هذا
صاح به السفير في حدة: ترفض إنقاذ ابنك، من قبضة الكي. جي. بي؟
أجابه صبري في عصبية: أرفض أن نسعى نحن لإنقاذه، بعد ساعات قليلة، من أوَّل رحلة تدريب ميداني له.. هذا سيفسد كل ما حاولت زرعه فيه، خلال السنوات الماضية.. لقد جاهدت؛ لأصنع منه شاباً قادراً على الاعتماد على الذات، ولا ينبغي أن أهرع إليه، في أوَّل مأزق يقع فيه
قال السفير في غضب: ما تسميه مأزقاً، أطلق عليه أنا اسم كارثة، فابنك لم يرتكب مخالفة مرورية، أو تشاجر حتى مع رجل شرطة.. لقد تورَّط مع المخابرات السوفيتية، وهو معتقل هناك.. ألا تدرك ما قد يفعلونه به؟
أجابه صبري، وهو يتماسك في بسالة: أدرك هذا بالتأكيد، وأتمزَّق لمجرَّد التفكير فيه، ولكنني أحسنت تعليم ابني وتدريبه، وحان الوقت لأتأكَّد من أنه قد أفاد من كل ما لقنته له، وإلا فلا فائدة ترجى من المواصلة
حدَّق فيه السفير بضع لحظات في دهشة، ثم هزَّ رأسه في قوة، هاتفاً في سخط: تلك الفكرة سيطرت على عقلك، وجعلتك أقرب إلى الجنون!!.. ألا تحب ابنك يا رجل؟
شرد صبري ببصره بضع لحظات، قبل أن يغمغم في مرارة: الله سبحانه وتعالى أعلم كم أحبه، وكم أحتمل من أجله
أطلق السفير زفرة عصبية، وغمغم: المهم أن يحتمل هو
وفي رأسيهما معاً، ارتسمت صورة يعرفانها جيداً
صورة أروقة تعذيب الكي. جي. بي..
المفزعة..
*******
دفع أليكس أدهم في خشونة، داخل قبو التعذيب، وصوَّب إليه مسدسه في شراسة، وهو يقول في سخرية وحشية: ألا ترغب في الاعتراف أيها الصغير، قبل أن تنسى اسمك، من شدة الألم؟
أحنقه ذلك الهدوء، الذي أجاب به أدهم: لست أذكره بالفعل
أشار ديمتري إلى ثلاثة جنود أشداء؛ ليقفوا متحفزين، مصوبين فوهات مدافعهم الآلية نحو أدهم، وهو يقول له في صرامة: عندما يبدأ أليكس في التعامل معك، ستذكر الكثير جداً
أشار أدهم بسبَّابته، قائلاً: لقد تعاملنا في أعلى بالفعل، ولست أذكر شيئاً
قال أليكس في حدة: أنت متبجح أكثر مما ينبغي أيها الصبي، على الرغم من أنك لم تشعر بقدومي، عبر النفق السري، عندما باغتك
هزَّ أدهم رأسه، قائلاً: أعدك ألا يتكرَّر هذا قط
صاح به أليكس: بالتأكيد.. بعد أن أحطّّم عظام ساعديك وركبتيك
تراجع ديمتري، وجلس على مقعد كبير، ووضع إحدى ساقيه فوق الأخرى، وهو يقول: هيا يا أليكس.. أريد كل ما لديه
زمجر أليكس في وحشية مخيفة، وهو يجذب أدهم إلى مقعد من المعدن، ويلصق فوهة مسدسه بصدغه، قائلاً: استرجع كل أحداث حياتك أيها الصبي، فستقصّها عليَّ، منذ لحظة ميلادك، وحتى مشهدنا هذا
*******
لا تجعل خصمك يخيفك يا أدهم
المنتصر دوماً، هو من يتمالك جأشه، ويسيطر على أعصابه طوال الوقت
ما من نظام أمني محكم مائة بالمائة.. كل نظام، مهما بلغ تعقيده، يحوي حتماً ثغرة ما، وكل ما عليك هو أن تبحث عن هذه الثغرة، وعن وسيلة الإفادة منها، وستخترق أي جهاز أمني
السرعة يا أدهم.. السرعة والمفاجأة، يربحان نصف المعركة.. وأنت تربح النصف الثاني
تردَّدت كل تلك العبارات في ذهن أدهم، وأليكس يجذبه نحو المقعد المعدني، المتصل بأسلاك كهربية، وأغلال معدنية سميكة
وبسرعة، فرز أدهم القبو الواسع، ودرس موقعه مع أليكس، وموقع ديمتري، وموقع رجال الأمن الثلاثة، و
وفجأة، انتبه إلى نقطة الضعف
وتحرَّك..
كان أليكس يجذبه نحو المقعد المعدني، عندما دار حول نفسه بحركة مباغتة، وتفادى فوهة مسدس السوفيتي الضخم، ليحيط عنقه بساعده في قوة
تلك المبادرة المباغتة وحدها، كانت تكفي لإرباك الرجال، الذين لم يعتادوا المقاومة في فرائسهم المنهارة قط
ولكن أدهم الشاب لم يكتفِ بها
فما أن أحاط عنق أليكس بذراعه، حتى وثب بقدميه، ليركل ديمتري في وجهه، ثم أكمل دورته، ليضرب المسدس، من يد أحد الرجال الثلاثة، وبعدها أفلت عنق أليكس، وترك جسده يندفع إلى الأمام، ليستند بقدميه إلى كتفي الرجل الثاني، ثم يثب منه، نحو نافذة مقابلة
كل هذا فعله في أقل من ثانية واحدة، لم تكد تكتمل، حتى كان جسده يندفع نحو النافذة، ويرتطم بزجاجها، ويحطمه، ليسقط خارجه، فوق حارسين، يستعدان لركوب سيارة جيب صغيرة
كانت مفاجأة عنيفة للحارسين، اللذين سقطا أرضاً، قبل أن يسحب أحدهما مسدسه، ويهتف: ياللشيطان!.. إنه صبي
ما أن اكتملت عبارته، حتى ركله أدهم في أنفه مباشرة، في نفس اللحظة التي وثب فيها داخل الجيب، وأدار محركها، مع نهوض الحارس الثاني، وبروز ديمتري من النافذة المكسورة، وهو يطلق النار، صارخاً: أوقفوه.. أوقفوا الجاسوس
اخترقت رصاصاته زجاج السيارة الخلفي، وتجاوزته لتمرق إلى جوار أذن أدهم، ثم تخترق الزجاج الأمامي
ولكن أدهم الشاب لم يتوقَّف لحظة واحدة
لقد واصل انطلاقته بأقصى سرعة، واندفع بالجيب نحو بوَّابة جهاز المخابرات السوفيتي، التي أسرع الحرَّاس يحاولون إغلاقها
وفي مبادرة مدهشة، زاد أدهم من سرعة السيارة، وانعقد حاجباه، في صرامة لا تتناسب مع عمره، وهو ينقض على البوَّابة
ومن موقعه، خفق قلب ديمتري في عنف، وبدا له أن السيارة لن تتجاوز تلك البوَّابة أبداً
ولكن أدهم وثب بالسيارة، وسمع صوت ارتطام جانبيها العنيف بحافتي البوَّابة، وتطايرت من حوله شرارات نارية عنيفة، وتطايرت أجزاء من السيارة حوله
ولكنه تجاوز بها البوَّابة

كانت هناك حافلة كبيرة، تعبر الطريق في اللحظة نفسها، فضغط هو فرامل الجيب بكل قوته، لتنزلق فوق الجليد، الذي يغمر الطريق، قبل أن ترتطم بجانب الحافلة في قوة
وفي اللحظة نفسها، وثب ديمتري عبر النافذة، ولوَّح بمسدسه، وهو يعدو نحو البوَّابة، مكرِّراً: أوقفوا الجاسوس، قبل أن يخرج من السيارة..
ولكن أدهم لم يخرج من السيارة
ولم يستسلم أيضاً..
لقد أدار مقود الجيب، وضغط دوَّاسة وقودها، ليعود بها إلى الخلف بحركة حادة، ثم يندفع بمحاذاة الحافلة، مبتعداً عن المكان
وخلفه، انطلقت ثلاث سيارات جيب قوية، وثب ديمتري في إحداها، وهو يقول في حنق: مستحيل!.. إنه مجرَّد صبي
لم تكن موسكو معتادة على مثل هذا النشاط العدائي المفرط في شوارعها، لذا فقد أصيب المارة بذعر لا محدود، وهم يعدون مبتعدين عن السيارات، التي اشتركت في مطاردة رهيبة
كان أدهم ينطلق بالسيارة شبه المحطَّمة، والتي تصدر دوياً رهيباً، مع أجزائها المفكَّكة، وسيارات الجيب الثلاث القوية تطارده في شراسة
ومن سيارته، ضغط ديمتري زر جهاز الاتصال اللاسلكي، وهو يقول في صرامة قاسية: حاصروه، حتى يتجه إلى شارع لينين.. سنظفر به هناك يا رفاق
لم يسمع أدهم العبارة، وهو ينطلق بالسيارة، وسط شوارع موسكو، ولم يُدرك أن سيارات الجيب الثلاث كانت تضيق الخناق عليه، في مناورة مدروسة ومحسوبة، بحيث يتخذ مساراً بعينه
ورويداً رويداً، ومع عنف وشراسة المطاردة، راح يقترب بسيارة الجيب المتهالكة من الفخ
من شارع لينين..
وعندما لم يجد أمامه سبيلاً آخر، انحرف أدهم بحركة حادة، في أول شارع عريض أمامه، و
وفوجئ بتلك المتاريس المعدنية
وكان تفادي الصدام مستحيلاً
بكل المقاييس
*******

عندما دخل السفير المصري حجرة صبري هذه المرة، كان صامتاً، ممتقعاً، مبهوراً، على نحو جعل هذا الأخير يغمغم في قلق: هل من جديد؟
تطلَّع إليه السفير بضع لحظات في صمت، قبل أن يقول، بصوت خافت مبحوح مرتبك: ابنك يا صبري
ازدرد صبري لعابه الجاف، وهو يتمتم: ماذا عنه؟
أطلق السفير زفرة متوترة، وهو يجيب: لقد فرَّ من مقر الكي. جي. بي
كانت مفاجأة مدهشة، بالنسبة لصبري، الذي استدار إليه في حركة حادة، وتألَّقت عيناه على نحو عجيب، وهو يغمغم: فرَّ؟
أجابه السفير في توتر مبهور: إنها أوَّل مرة يحدث فيها هذا، منذ قاموا بإنشاء الكريملين، وهذا يثير ضجة رهيبة في الحكومة
كرَّر صبري، وقد حمل صوته رنة سعادة هذه المرة: فرَّ؟!.. مدهش
تابع السفير في عصبية: ولكنهم يطاردونه في قلب موسكو
كان السفير يتوقَّع ألف سؤال وسؤال من صبري، إلا ذلك الذي ألقاه بكل اهتمامه: هل عرفوا هويته؟
حدَّق فيه السفير ذاهلاً، فاستدار إليه صبري، قائلاً في توتر: أخبرني بالله عليك
ظلَّ السفير محدِّقاً فيه، وهو يهز رأسه في بطء، مجيباً: كلا.. إنهم يظنونه أمريكياً
أغلق صبري عينيه، وتمتم في ارتياح: حمداً لله
هتف به السفير، في غضب مستنكر: أهذا كل ما يشغلك؟!.. أخبرك أن ابنك مطلوب، في قلب موسكو، وقوات أمنها تطارده، فلا يقلقك إلا كشفه هويته؟
التقط صبري نفساً عميقاً، وقال: ابني أدهم شاب ذكي، شجاع، وعندما وقع في قبضة رجال الـكي. جي. بي، لم يحاول إعلان هويته، حتى لا يورِّط السفارة المصرية في مشكلة أمنية دبلوماسية
هتف السفير: ولكنهم يطاردونه بالفعل
ضمّ صبري شفتيه، وهو يقول في حزم، حاول به مواراة ذلك القلق العارم في أعماقه: إنه اختباره الميداني
قال السفير في حدة: خطأ يا صبري.. خطأ.. ربما أتيت بابنك إلى هنا، في تدريب ميداني مفترض، ولكن الأمر تجاوز هذا، ودخل في دائرة بالغة الخطورة
زفر صبري، قائلاً: مازال تدريباً ميدانياً.. ربما بلغ مرحلة خطيرة، ولكن هذا ما يمكن أن يواجهه عميل ميداني عادي، في ساحة النزال، وكل عملية قابلة للتحوُّل إلى حالة خطيرة، دون سابق إنذار
هتف السفير: إننا نتحدَّث عن ابنك
أجابه في حزم: إننا نتحدَّث عن عميل تحت الاختبار.. تصادف أنه ابني
هتف السفير: هذه المطاردة قد تقتله
أشار بسبَّابته، قائلاً: والحكمة القديمة تقول: الذي لا يقتلك يقويك
بُهِت السفير للجواب، وتطلَّع إليه، مغمغماً: ماذا تعني بالضبط؟
شدَّ صبري قامته، واستنفر ما تبقى من إرادته، وهو يقول: ما أعنيه واضح تماماً يا سيادة السفير.. ربما لم أقصد ما حدث بالفعل، ولكنه جاء في صالح أدهم تماماً.. فبتدبير قدري، تحوَّل تدريبه الميداني الأوَّل، إلى مواجهة ميدانية عنيفة، تكفي لإخراج كل مهاراته وملكاته، فإما أن ينجو منها، ويطمئن قلبي إلى أنه ذلك العميل، الذي حلمت به طويلاً، أو
لم يستطع إتمام العبارة، فأكملها السفير في حزم غاضب: أو تخسر مشروعك كله
ولم ينبس صبري ببنت شفة..
على الإطلاق..
*******
لم يكن هناك مفر من الاصطدام
الحواجز والمتاريس كانت تعترض الطريق، وتغلق جانبيه، والسيارات الثلاث القوية خلف سيارة أدهم المتهالكة
والتوقُّف كان يعني الوقوع مرة ثانية، في قبضة المخابرات السوفيتية
وفي هذه المرة، لن يرحمه أحد
أبداً..
لذا، فقد بدا أن الخيار الوحيد هو مواصلة الاندفاع، وهذا ما استقر عليه ذهن أدهم الشاب، وهو يضغط دوَّاسة الفرامل، ويتجه نحو جزء بارز من الرصيف، و
وفي مشهد خرافي، لم تشهده موسكو من قبل، وثبت الجيب المتهالكة، وحلَّقت فوق بعض المتاريس لحظة، ثم هبطت في عنف، فوق سيارات الشرطة والأمن، على الجانب الآخر منها
كان مشهداً عنيفاً، ومبادرة غير متوقَّعة، مما أدى إلى حالة اضطراب قوية، دفعت بعض رجال الشرطة والأمن إلى إطلاق النار نحو الجيب، التي انقلبت، وتدحرجت مرتين، ثم استقرَّت، وسط فوضى لا حدود لها
وفي قوة، ضغط سائق سيارة ديمتري فراملها، ولم تكد تتوقَّف، حتى وثب منها هذا الأخير، وهو يلوِّح بمسدسه، هاتفاً: حاصروا المكان.. لا تسمحوا لأحد بالفرار
تبعه عدد من رجال الشرطة والأمن، وانقضوا كلهم على الجيب المحطمة، يفحصونها في لهفة شرسة، قبل أن يهتف ديمتري في حنق: أين هو؟
فعلى الرغم من عنف الحادث، والمشهد البشع الذي خَلَّفَه، كانت الجيب المحطمة خالية تماماً، إلا من بقعة دماء حديثة، ولم يكن هناك أثر لـأدهم
لم يكن هناك أدنى أثر..
وفي ثورة عارمة، صرخ ديمتري، وهو يتلفَّت حوله: إنه لم يبتعد كثيراً.. ابحثوا عنه.. أسرعوا
في نفس اللحظة، التي نطق فيها عبارته، كان أدهم يعدو مبتعداً، في شوارع موسكو الفرعية والجانبية
ففي دقة مدهشة، تدرَّب عليها كثيراً، انتقى اللحظة المناسبة، ليثب من الجيب، قبيل لحظة واحدة، من سقوطها على سيارات الأمن
وبينما كانت تتدحرج، وتتخبَّط، وتتكسَّر، كان هو ينزلق محتمياً بها، ويعدو مبتعداً
كان يعدو بكل قوته، وكأنما فقد آدميته، وتحوَّل فقط إلى آلة للعدو والجرى، وعقله يراجع تلك الخريطة، التي أصرَّ والده على حفظها عن ظهر قلب، قبيل سفرهما
الآن أدرك أهمية كل ما يلقنه إياه والده، الذي خاض عمليات عديدة، وتعلَّم وخبر الكثير
والكثير جداً..
وقبل أن يستعيد بعض عبارات والده، انطلقت صفارات الإنذار من حوله، وأدرك أن السوفيت قد قرَّروا إطلاق كل قواتهم خلفه، مما يخفض احتمالات نجاته إلى الحد الأدنى
ووفقاً للخريطة، كانت تلك الشوارع الفرعية تقوده إلى شارع الثورة، الذي سيكتظ برجال الأمن حتماً
كيف يمكن أن يخرج من هذا الموقف إذن؟
كيف؟
كيف؟
تناهي إلى مسامعه صوت سارينة سيارة أمن تقترب، فانحرف في أوَّل شارع جانبي، محاولاً تذكُّر إلى أين يقود، و
وفجأة، وبعد أن أصبح داخل الشارع بالفعل، انتبه إلى طبيعته
لم يكن شارعاً بالمعنى المعروف، ولكن مجرَّد ممر ضيق بين بنايتين، لا يحوي أية نهاية، أو أبواب أو نوافذ جانبية
فقط مجموعات من مواسير الصرف، التي تنتهي ببركة ماء آسن
باختصار، لم يكن هناك مخرج واحد
ومن بعيد، راح صوت سيارة الأمن يقترب
ويقترب..
ويقترب..
وفي إحدى السيارات، كان ديمتري يصرخ، عبر جهاز اتصال لاسلكي: أريد ذلك الصبي بأى ثمن.. حياً أو ميتاً
كانت سيارات الشرطة والأمن تحاصر شارعي لينين والثورة، وكلها تلقَّت أمر ديمتري في وقت واحد، فاندفع أكثر من عشرة رجال مسلحين، ينتشرون في المنطقة، ويفتشون المارة، في غلظة وشراسة
ولم تمضِ دقيقة واحدة، حتى بلغوا ذلك الشارع الجانبي المسدود
وفي تلك اللحظة، هتف بهم مواطن سوفيتي: لقد رأيت ذلك الشاب يدخل هناك، ولم يخرج بعد
إثر هتافه، اندفع خمسة منهم نحو الممر الجانبي، وهتف أحدهم: ها هو ذا هناك

وقبل حتى أن ينتهي هتافه، كان الخمسة يطلقون نيران مدافعهم الآلية نحو الهدف
مباشرة..
*******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://medobeckham.yoo7.com
neo4ever7
المراقب العام و ( نيوليوس الحضارة البكهامية )
المراقب العام  و ( نيوليوس الحضارة البكهامية )
neo4ever7


ذكر
عدد الرسائل : 1451
العمر : 34
مكان الاقامة : ism3ilia
العمل/الترفيه : student
المزاج : cool
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : 29/04/2008

رجـل المستحيــل الجزء الرابع Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجـل المستحيــل الجزء الرابع   رجـل المستحيــل الجزء الرابع Icon_minitime1الخميس 25 سبتمبر 2008 - 15:04

الله عليك يا ميدو تسلم ايدك يا باشا

مستني بقي الجزء الخامس ومتتأخرش علينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو بيكهام
إدارة الــمــنــتــدى و ( ميديس الحضارة البكهامية )
إدارة الــمــنــتــدى و ( ميديس الحضارة البكهامية )
ميدو بيكهام


ذكر
عدد الرسائل : 6559
العمر : 34
مكان الاقامة : عند بابا
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مفرفش قوى
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

رجـل المستحيــل الجزء الرابع Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجـل المستحيــل الجزء الرابع   رجـل المستحيــل الجزء الرابع Icon_minitime1الخميس 25 سبتمبر 2008 - 16:04

ان شاء الله يا نيو
هجبهولك حاضر والله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://medobeckham.yoo7.com
 
رجـل المستحيــل الجزء الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ميدو بيكهام :: المنتدى الأدبى :: منتدى الخواطر والقصص الادبية-
انتقل الى: