لما سليمان رأى الشيطان
الذى نصفه صورة كلب ونصفه على صورة النسر وله خرطوم طويل وسأله من أنت؟ فقال :انا مهر بن هفان بن فيلان فقال سليمان:ما عندك من الأعمال؟ فقال:عندى الغناء وعصر الخمر وشربه وأزين الشرب والغناء لبنى أدم فأمر بتصفيده، ثم مر به أخر قبيح الشكل أسود له سمج الكلاب والدم يقطر من كل شعره عل بدنه،وهو قبيح الشكل جدا فقال له من أنت؟ قال: انا الهلهال بن المحول فقال له:ما عملك فقال سفك الدماء فأمر بتصفيده فقال:يا نبى الله لاتقيدنى فأنى حشرت اليك جبابرة الأرض،وأعطيك العهد والميثاق أن لا أفسد فى مملكتك فأخذ عليه العهد والميثاق ظافر،وختم على عنقه وأطلقه.ومر به أخر فى صورة قرد له أظافر كالمناجل،فقال له سليمان عليه السلام :من انت فقال أنا مرة بن الحارث،فقال له ما عملك؟فقال له انا أول من وضع لذة الملاهى ولا أحد يجدها الا بى فأمر بتصفيده.وذكر فى الاسرائيليات أن عابدا سمع أن قوما يعبدون شجرة دون الله تعالى فقام بالفأس لقطع الشجرة فلقيه ابليس لعنه الله فى صورة شيخ،فقال له:أى شىء تريد يرحمك الله؟فقال أريد قطع هذه الشجرة التى تعبد من دون الله فقال له:ما أنت وذاك تركت عبادتك وتفرغت لهذا،فالقوم ان قطعتها يعبدون غيرها ،فقال العابد:لابد لى من قطعها،فقال ابليس:أنا امنعك عن قطعها فقاتله العابد وضربه على الأرض وقعد على صدره،فقال له ابليس:أطلقنى حتى أكلمك،فأطلقه فقال له:يا هذا ان الله تعالى قد اسقط عنك هذا وله فى الأرض عباد لو شاء أمرهم بقطعها فقال العابد:لا بد لى من قطعها فنابذه للقتال فغلبه العابد مرة أخرى وصرعه،فقال له ابليس لعنه الله :هل لك أن تجعل بينى وبينك أمرا هو خيرا لك من هذا الحال؟فقال له العابد:وما هو فقال له:أنت رجل فقير فلعلك تحب ان تتفضل على اخوانك وجيرانك وتستغنى عن الناس فقال:نعم فقال ارجع عن ذلك ولك علىّ أن أجعل تحت رأسك كل ليلة دينارين تأخذهما وتنفقهما على عيالك وتتصدق منهما فيكون ذلك أنفع لك وللمسلمين من قطع هذه الشجرة فتفكر العابد وقال:صدقت فيما قلت فعاهده على ذلك وحلف له وعاد العابد الى متعبده فلما أصبح العابد رأى دينارين تحت رأسه فأخذهما،وكذلك فى اليوم التالى فلما كان فى اليوم الثالث وما بعده لم يجد شيئا فغضب وأخذ الفأس وذهب نحو الشجرة،فاستقبله ابليس لعنه الله فى صورة ذلك الشيخ وقال له الى اين تريد؟قال الى قطع الشجرة فقال له:ليس لك الى ذلك سبيل فتناوله العابد فغلبه كما غلبه من قبل فقال له ابليس: هيهات هيهات وأخذ العابد وضربه على الأرض كالعصفورة وقال له لئن لم تنتهى عن ذلك ذبحتك،فقال العابد:خل عنى وأخبرنى كيف غلبتنى؟فقال لما غضبت لله تعالى سخرنى الله تعالى لك والآن غضبت للدنيا ولنفسك فصرعتك.هذه حيل الشيطان يستطيع ان يتغلب على الانسان الذى يفقد ايمانه ويطمع فى الدنيا ورغم ان هذه القصة من الأسرائيليات الاانها فيها حكمة ان الأنسان لا بد ان يغضب لدين الله فيجد الله تعالى ناصره ولوغضب لغير الحق فأنه هالكا...............
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ